من فوائد الألوفيرا أيضًا تلطيف الأعباء المالية
ميسون فريحات هي امرأةٌ سلطيّةٌ ورياديّةٌ مجتمعيّةٌ تدير جمعيّةً محليّةً في السلط تتعاون بشكلٍ وثيقٍ مع شركة بوكأجري- أحد الشركاء المحليّين لمشروع روابط وادي الأردن. كانت العلاقة بين جمعيّة ميسون وبوكأجري قد بدأت قبل بناء الشراكة بين بوكأجري وميدا حيث عملوا معاً على تنشيط قطاع السياحة الزراعيّة في محافظة البلقاء. بعد البدء الفعليّ للشراكة بين ميدا وبوكأجري، قدّمت بوكأجري أكثر من دورةٍ توعويّةٍ وتدريبٍ لميسون وزميلاتها من أعضاء المجتمع المحليّ. ثم قاموا معًا بتأسيس نشاط السياحة الزراعيّة في صناعة الصابون كتجربةٍ تفاعليّةٍ تقوم من خلالها ميسون بصناعة الصابون أمام السيّاح الذين تم الترحيب بهم في قريتها تحت شجرة بلوطٍ كبيرةٍ حيث يجلسون على مقاعد مصنوعة من جذوع الأشجار. تقدّم بوكأجري لميسون التوّجيه والمشورة الدائمة حول كيفية استخدام الموارد الطبيعيّة المتاحة لإعداد هذا النشاط التجريبيّ. بالإضافة إلى هذه التجربة السياحيّة تبيع ميسون أيضًا منتجاتها الخاصة بل وتعرض وتبيع المنتجات الغذائيّة الطبيعيّة الخاصة بسيدات المجتمع المحليّ حيث تحصل صاحبة المنتج على 90٪ من الأرباح بينما تساهم بـ10% لدعم الجمعيّة. استمرّت ميسون بالتفكير في تنمية مشروعها ودعم عضوات وأعضاء جمعيّتها لتحسين مستواهم الاقتصاديّ. كانت المنطقة المخصّصة لصناعة الصابون صغيرةً وغير مناسبةً لاستضافة السيّاح، ولكن بعد تلقيها الدعم الماديّ من ميدا انتقلت ميسون بالسيّاح من تحت شجرة البلوط إلى حديقة منزلها. سمح لها الدعم المقدّم من مشروع روابط وادي الأردن بشراء الستائر الجديدة والأواني والعبوات والأثاث والمعدّات اللّازمة لتطوير مشروعها، كما ومكنها من إعادة تأهيل المرافق الصحية وتحويل حديقتها إلى منطقة جلوسٍ أكثر ملاءمةً لإجراء تجربة صنع الصابون بسهولة لعددٍ أكبر من مجموعات السيّاح، مما أدى إلى زيادة الخدمات المقدّمة للسيّاح وارتفاع مبيعات الصابون والمنتجات الطبيعيّة المصنوعة محليًا. كما ذكرنا سابقاً تعود بداية التعاون بين جمعيّة ميسون وبوكأجري إلى ما قبل الشراكة مع مشروع روابط وادي الأردن، ففي بداية عام 2019 دعمت بوكأجري ميسون لتوسيع أعمالها من خلال زراعة الألوفيرا بهدف إنتاج مستحضرات التجميل. استخدمت ميسون أرض زوجها لزراعة الشتّلات التي قدمتها منظّمة إيطالية تدعى Fondazione Giovanni Paolo II- وهي منظّمة غير حكوميّة تنمويّة إيطاليّة مرتبطة بشركة بوكأجري وجمعيّة ميسون. قامت هذه المنظّمة غير الحكوميّة بتدريب ميسون وتدريب 16 امرأةً محليةً أخرى من بنات مجتمعها المحليّ على زراعة ومعالجة الألوفيرا. بدأت النساء، بقيادة ميسون، بإنتاج مختلف أنواع مستحضرات التجميل من الألوفيرا وبيعها للأسواق المحليّة والوطنيّة من أجل جنيّ الربح، كما وتباع هذه المنتجات أيضًا من خلال تجربة صنع الصابون مع شركة بوكأجري. وفي نهاية عام 2019، شاركت ميسون في فعاليّة “كنوز وادي الأردن” وحظيت مشاركتها بالثناء من الضيوف والموظّفين، وعليّه قررت ميدا طلب 400 قطعة من الصابون الذي يحمل علامة بوكأجري التجاريّة كجزءٍ من حزمة هدايا تذكاريّة لمؤتمر دولي. خلال فترة إغلاق فيروس كورونا المستجد COVID-19، استثمرت ميسون وقتها بصناعة 400 قطعةٍ من الصابون، وجنت الربح من هذا الطلب خلال فترة الإغلاق الكامل للدولة وتمكنت ميسون من خلال ما جنته من ربح من تغطية الرسوم المدرسيّة لابنتها. أظهر تقدير ميسون لذاتها وثقتها بنفسها تحسنًا ملحوظًا بسبب نجاح مشروعها، وقد أثبتت لعائلتها أنها قادرةً على تحمل المسؤوليّة وتقديم الدعم الّلازم في الأزمات، وتقول ميسون “كان زوجي دائم التشجّيع لي وساعد في ترويج مشروعي على قنواتٍ إعلاميّةٍ مختلفةٍ. لم أكن قادرًة من قبل على التحدث علنًا أما الآن فأنا أكثر نشاطًا اجتماعيًّا”. وبينما كان الدعم المجتمعيّ لجمعية ميسون ونشاطها التجاريّ ضئيلًا في البداية، إلا أنه تحسّن بمجرد أن أدرك الآخرون الآثار الإيجابية لدعم لمنظماتٍ دوليّةٍ كميدا وشركائها كبوكأجري للمجتمع المحليّ. قبل التعاون مع بوكأجري لم يكن لدى ميسون دخلًا شخصيًّا خاصًا بها، ولكن دخلها الشهريّ الآن يتراوح بين 300-400 دينارًا أردنيًّا (558-744 دولارأ كنديًّا). تفخر ميسون بتمكين وإلهام ومساعدة النساء الأخريات ليصبحن أكثر استقلاليةًّ واكتفاءًا ذاتيًّا. حتى كتابة هذه القصة، ساعدت ميسون في إنشاء مورد دخلٍ لـ 16 امرأةً يمثلن جزءًا من أعضاء وعضوات جمعيتها المحليّة، وقد استفدن من صناعة وبيع مستحضرات التجميل المصنوعة بالألوفيرا وتعمل ميسون جاهدة لترويج جميع منتجاتها في جميع المناسبات التي تحضرها.